أشهد لقناتى ناشيونال جيوجرافك و ديسكفرى الأمريكيتين بالحرفية و المهنية ولكننى صدمت عندما شاهدت فيلمهم التسجيلى - القبر المفقود ليسوع وليست صدمتى للفيلم نفسه لأن به ثغرات واضحة لأى مدقق و لكن صدمتى كانت للدعاية المصاحبة للفيلم بأنه يدمر الديانتين المسيحية و الاسلامية فيسوع الناصرى حسب المعتقد النصرانى صلب و دفن و قام من الأموات و صعد للسماء فطبيعى ألا يكون له عظام فى قبر وعيسى بن مريم فى المعتقد الأسلامى لم يتم صلبه وشبه لليهود و ما حدث له بعد واقعة الصلب لايسرده الاسلام بشكل واضح ونزوله قبل القيامة من المسائل الخلافية و بالتالى وجود قبر جدلا لا يتنافى مع المعتقد الاسلامى لأنه ساعتها سيكون قبر الشبيه صاحب واقعة الصلب و قد يكون يهودا الأسخريوطى كرواية أنجيل برنابا المرفوض من المجامع الكنسية المسيحية
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَ مَا قَتَلُوهُ وَ مَا صَلَبُوهُ وَ لَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (القرآن الكريم: سورة النساء 157)
و سأعلق باختصار لما لى من خبرة و دراسات فى التوراة و الأناجيل المعترف بها و المرفوضة وقد لا يكون الموضوع فى دائرة اهتمام معظم متابعى المنتدى و لكن لمن يرغب عندما يتوفر لى الوقت سأجهز نسخة الكترونية من كتابى - تحت النشر- تصويب رب الأرباب لتحريفات أهل الكتاب وهو كتاب نقدى لنصوص العهد القديم للتوراة و المزامير و كتب أنبياء بنى اسرائيل و نصوص العهد الجديد الأناجيل المعترف بها كنسيا و دراسة مقارنة مع القرآن الكريم و ستكون تلك النسخة متاحة لرواد المنتدى لو رغبتم فى الاستزادة
نرجع للفيلم و لى عليه تعليقات مقتضبة تهدمه من الأساس
1- تم اكتشاف القبر عام1980بالقدس و يقولون مر عليه ألفى عام
من المعروف أن يسوع الناصرى انتهى أمره على الأرض و عمره ثلاثون سنة
و بغض النظر عن اختلاف الطوائف عن يوم مولده الحقيقى يؤرخ للتقويم الميلادى بولادته فتكون وفاته عام 30 ميلاديا
فلو كان عام 1980 يحسب ألفى عام على عمر القبر يكون هناك فارق خمسون عاما كاملة ثلاثون عاما عمره عند الدفن و عشرون عاما الفاصل بين 1980 و 2000
أى أن لكى يمر على القبر ألفى عام سيكون فى عام 2030 وليس عام 1980
فلو كان تم احتساب عمر القبر بالكربون المشع و هى تقنية يعرفها طلاب المدارس لحساب عمر المواد فيكون دليلا قاطعا على عدم نسبة القبر ليسوع الناصرى لأن خمسين سنة ليس رقم يسهل تجاوزه و التغاضى عنه فلو كان الحساب دقيق و فى عام 1980 مر ألفى عام على القبر يكون معنى الكلام أن وفاة صاحب القبر هى عام 20 قبل الميلاد أى قبل ولادة يسوع نفسه بعشرين سنة كاملة!!!!!!!!!!
2- بتقنية ال دى أن أيه تم اثبات أنه لا توجد صلة قرابة بين بقايا عظام التابوت المكتوب عليه يسوع بن يوسف و بقايا عظام التابوت المكتوب عليه مريم المجدلية و الاستنتاج أنهما زوجان مادامت قد دفنت فى قبر العائلة و لا أعرف لما لا تكون زوجة أحد أخوته و موضوع أخوة يسوع قد تكون مفاجأة لجماهير المسيحيين و لكنها مكتوبة فى الأناجيل التى يعترفون بها ولكنهم لا يقرأون
تلك ليست القضية و لكن القضية التى لفتت نظرى عدم استخدام نفس التقنية لاثبات أن بقايا عظام التابوت المكتوب عليه مريم هى أم يسوع و أن عظام الأخوة ليسوع هم أبنائها و أن عظام الصبى تخص ابن يسوع و مريم المجدلية معا؟؟؟؟؟؟؟؟
أليس شيئا عجيبا لما لم تجرى التحاليل الوراثية عليهم جميعا لاثبات العلاقات العائلية بينهم؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!سؤال محير بلا أجابة
3- قول أحد المعلقين أن نسبة القبر ليسوع لا تدمر عقيدته المسيحية لأن يسوع قد يكون قد قام بالروح و ترك الجسد بالأرض
و طبعا الكلام عارى من الصحة لأن الأنجيل يرد على تلك النقطة تحديدا عندما فزع توما تلميد يسوع لما رآه و أعتقد أنه روحا فطلب منه يسوع أن يقترب منه و يضع أصبعه فى جراحه ليتأكد أنه ليس روحا و أنه حقيقى بجسده كما أنه أكل معهم بعد قيامته من الأموات و الأرواح لا تأكل
فلو كانت تلك عظام يسوع الحقيقية فالنص الأنجيلى محرف فى تلك الفقرة و هو ليس من عند الله و لم يمليه الروح القدس كما يدعون إنجيل لوقا الإصحاح 24 : 39 "جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" أي أنه لم يمت
تلك النقاط الثلاثة و بدون الرجوع لأى خلفيات عقائدية تنسف الفيلم تماما و تبين تدليس الدعاية التى كانت لمجرد الفرقعة بدون براهين مقنعة و قد استخدمت المسمى يسوع كما يستخدمونه رغم أن الآرامية التى كانت لغة المسيح نطق اسمه فيها عيسو وهى الأقرب لنطق عيسى كما سماه القرآن مصوبا للتحريف من عيسى ليسوع